{يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)}واعلم أن الخلق مجبولون على محبة الخيرات العاجلة، ولذلك قال تعالى: {وأخرى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مّن الله وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} [الصف: 13] فلا جرم أعلمهم الله تعالى هاهنا أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا.والأشياء التي وعدهم من منافع الدنيا في هذه الآية خمسة أولها: قوله: {يُرْسِلِ السماء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً} وفي السماء وجوه:أحدها: (أن) المطر منها ينزل إلى السحاب.وثانيها: أن يراد بالسماء السحاب.وثالثها: أن يراد بالسماء المطر من قوله:إذا نزل السماء بأرض قوم *** (رعيناه وإن كانوا غضابا)والمدرار الكثير الدرور، ومفعال مما يستوي فيه المذكر والمؤنث، كقولهم: رجل أو امرأة معطار ومتفال.وثانيها: قوله: {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوال} وهذا لا يختص بنوع واحد من المال بل يعم الكل.وثالثها: قوله: {وَبَنِينَ} ولا شك أن ذلك مما يميل الطبع إليه.ورابعها: قوله: {وَيَجْعَل لَّكُمْ جنات} أي بساتين.وخامسها: قوله: {وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً}.